فما هو الكبر؟ الكبر هو أعجاب الأنسان بنفسه وأحساسه بل إيمانه أنه أفضل من غيره من البشر بسبب خاصيه به مثل لونه أو جنسه أو عرقه أو جنسيته أو مركزه أو ماله الخ. هذه الأسباب قد تكون:
1- خاصيه في تكوين الأنسان ليس له يد فيها مثل له أي يد فيها مثل لونه أو جنسه أو جنسيته أو عرقه.
2- نعم من نعم الله سبحانه وتعالى عليه مما قد يكون للأنسان يد فيه مثل المال والعلم والمركز.
كل هذه الأشياء لا تجعل الأنسان بالضروره أفضل من غيره وإن قد يكون أفضل عند الناس ولكنه ليس أفضل عند الله تبارك وتعالى. ذلك لأن مقياس الأفضليه عنده سبحانه وتعالى هو بالتقوى حيث قال عز من قائل: " إن أكرمكم عند الله أتقكم".
وهذه النعم ربما تكون فتن لذلك يجب ألا يغتر بها الأنسان ويظن أن أفضل من غيره من خلق الله لتمتعه بهذه النعم أو أن الله أنعم عليه بهذه النعم لأفضليته عنده. ولن تكون هناك تفرقه عنصريه دون أحساس بالتميز والكبر فمن هذا الأحساس تنبع.
إذا أحس الأنسان بهذه أنه خير من الأخرين لسبب لا يملك فيه شيئا كلونه أو عرقه فأن هذا الأحساس لا يزول. فلأبيض البشره يحس بتميزه عن الأخرين لبياض بشرته ولا يمكن أن غير البيض يمكن أن يساووه يوما ما فمهما بلغوا علما أو مالا أو مركزا فهذا لا يصلح عيبا أصيلا فيهم لا يتغير وهو اللون.
قد يستعمل من يؤمن بالتفرقه العنصريه شخصا أخر من جنس يرى أنه أقل في وظيفه رفيعه كمدير أو مهندس أو طبيب لكن فقط لأحتياجه أليه ولأجادته هذا العمل وليس لمساواته به. ولكن في المواقف التي يتعامل فيها البشر بالتساوي مثل الزواج أو العلاقات الأجتماعيه أو حتى العباده فهنا تظهر هذه التفرقه. لا عجب أن نرى من هذه التفرقه في الزواج بل أن هناك في كثير من البلاد حتي التي تمنع قانونا التفرقه العنصريه كنائس للبيض وأخرى للسود. وفي العلاقات الأجتماعيه الحميمه كثيرا ما نرى هذه التفرقه أيضا. والقوانين قد منع أو تسمح ببعض الممارسات ولكنها لا تغير ما في نفوس البشر.
إن كثير ممن يعانون من هذه التفرقه العنصريه على أي أساس يكون رد فعلهم هو تفرقه مضاده. فتجد أنهم يعزلون أنفسهم عن جنس من يضطهدونهم حتي من لا يضطهدونهم منهم ولا يتزوجون منهم ولا يبعدون عن أماكن أجتماعياتهم وعباداتهم حتي إن لم يمنعوهم أو يمنعهم القانون. لذلك تنتشر التفرقه العنصريه من مجموعه لأخرى وليس من الصعب أن ترى هذا في المجتمعات التي تنتشر فيها التفرقه العنصريه.
الكبر يؤدي الى التفرقه العنصريه والفرقه بين الناس. لذلك فأنه مرض يقوض أنسانيه البشر ويقضى على تماسك البشريه والمجتمعات و يؤدي الى عداءات و كراهيه بين الناس لا لسبب سوى تكبر البشر على البشر وترفع بعضهم على بعض.
إن الكبر هو أول الذنوب التي أرتكبت منذ خلق أدم عليه السلام وإن لم تكن أول ذنوب البشر ولكنها من كبائر الذنوب وهو مانع لدخول الجنه. أنه ذنب في حق الله الذي خلق الناس سواسيه وفي حق الناس وفي حق النفس. فمن ظن أنه خير من غيره قد ظلم نفسه ظلما شديدا وليس فقط من تكبر عليه.
أذكر نفسي وأذكرك عزيزي القارئ عندما نظن أننا خير ما أحد الناس أن ننظر ونفكر ثانيه في لم قد يكون هو خير منا.